أحدث الأخبار
عاجل

القائد الميداني.. كيف تحارب «الصدأ الإداري» وتجدد روح القيادة؟

+ = -

حتى لا تصدأ

على القائد أن يخرج من دائرة المكاتب المغلقة والقرارات الورقية، ويمارس بين الحين والآخر عملًا تنفيذيًا ملموسًا بيديه؛ فالقائد الذي اعتاد أن تسير المؤسسة عبر موظفيه فقط، قد يفقد مع الوقت بعضًا من مرونته ومهاراته، وقد يُصاب بما يشبه الصدأ الإداري الذي يُبعده عن الميدان ويجعله أسيرًا للرؤية من بعيد.

تدريب حقيقي وتجديد للروح

إن تخصيص يوم واحد في العام يقوم فيه القائد بعمل ميداني أو تنفيذي ليس مجرد تجربة رمزية، بل هو تدريب حقيقي على التواضع وتجديد الروح؛ فالذي يمارس التنفيذ يعرف قيمة الجهد الذي يبذله موظفوه، ويشعر بمعاناتهم وتحدياتهم، فلا يكتفي بإصدار الأوامر، بل يصبح قادرًا على اتخاذ قرارات أكثر إنصافًا وواقعية.

اكتساب المهارات وتعزيز اللياقة

ومن فوائد هذا السلوك أنه يرد للقائد بعض المهارات التي قد تُفقد مع تراكم الأيام في قاعات الاجتماعات؛ فالذي يتابع مشروعًا على أرض الواقع، أو يشارك في خدمة عميل، أو ينخرط في إنجاز مهمة بسيطة، يُعيد إلى ذاكرته تفاصيل العمل، فيستعيد لياقته ويجدد نشاطه ويكتسب طاقة إضافية تدفعه للاستمرار.

رسالة للفريق: القائد واحد منا

والأجمل أن هذه الممارسة لا تنعكس على القائد فقط، بل تصل رسالتها إلى الفريق كله؛ فحين يرى الموظفون قائدهم بينهم، يشاركهم الميدان، يشعرون بأنه واحد منهم؛ فيزداد الانتماء، وتتعزز روح الفريق، وينتشر جو من الثقة والاحترام المتبادل.

استثمار في روح القيادة

لذلك، وحتى لا تصدأ، اجعل في جدولك مساحة للعودة إلى التنفيذ ولو مرة واحدة في كل عام، إنها ليست مضيعة للوقت، بل استثمار في روحك وقيادتك، وتجديد لعافيتك الإدارية، وتأكيد على أنك قائد حيّ حاضر، لا يتكل على الآخرين فقط، بل يشاركهم طريق الإنجاز خطوة بخطوة.

 

عثمان الثويني

الوسم


أترك تعليق