أحدث الأخبار
عاجل

جذور الصراع العربي الصهيوني من عام 1896 إلى 1993م

+ = -

التعقيدات التي وصلت إليها القضية الفلسطينية تعود بواكيرها إلى القرن التاسع عشر مع ظهور فكرة الدولة الصهيونية الحديثة.

مركز البديل للإعلام أعد «للمجتمع» تسلسلًا تاريخيًا لأهم الأحداث التي أسهمت في تشكيل الواقع الفلسطيني منذ عام 1896م إلى 1993م، وهو ما يعمل المركز على إخراجه قريبًا كشريط فيديو وثائقي.

أثناء العقد التاسع من القرن التاسع عشر، عكف اليهود الأوروبيون على صياغة مذهب الصهيونية الحديثة بهدف إنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين بعد أن عرضوا في محاولة يائسة على السلطان عبد الحميد بيع فلسطين التي كانت آنذاك جزءًا من دولة الخلافة العثمانية ضمن الإقليم السوري منذ أوائل القرن السادس عشر، غير أن السلطان عبد الحميد رفض هذا الإغراء، وكان جوابه المشهور:

«أني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين.. فهي ليست ملك يميني.. بل ملك الأمة الإسلامية.. فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يومًا، فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن..».

وبعد سقوط دولة الخلافة العثمانية، انتقلت الحركة الصهيونية إلى التركيز في تبني وتشجيع مشروع الوطن القومي لليهود، على الدول الغربية وخصوصًا بريطانيا التي حددت المبادئ العامة لسياستها تجاه فلسطين في وعد بلفور- وزير خارجية بريطانيا آنذاك- في رسالة مشهورة بعث بها إلى اللورد «روتشال» الشخصية اليهودية البارزة في بريطانيا جاء فيها:

«إن حكومة صاحب الجلالة: تنظر بعين العطف لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وسوف تبذل قصارى جهدها لتحقيق هذه الغاية».

وكانت بريطانيا قد احتلت فلسطين عام 1917م، وعقدت مع فرنسا معاهدات سرية لتقسيم تركة الرجل المريض، فكانت فلسطين وشرق الأردن والعراق من نصيب بريطانيا، فيما استولت فرنسا على كل من سوريا ولبنان.

وتحقيقًا لوعد بلفور، شجعت سلطات الانتداب «الاستعمار» البريطاني هجرة اليهود إلى فلسطين الذين بدأوا في الهجرة إلى فلسطين وبأعداد متزايدة بشكل سريع.

– 1929 قام الفلسطينيون العرب بعدة مظاهرات واحتجاجات لدى سلطات الانتداب البريطاني، ثم عمت الإضرابات معظم مناطق فلسطين فيما عرف بثورة «البراق» احتجاجًا على هجرة اليهود إلى فلسطين.

– في النصف الثاني من تشرين الثاني من عام 1935 تفجرت ثورة الشيخ عز الدين القسام التي كانت بمثابة أول محاولة عسكرية للمقاومة الفلسطينية، ردًا على تزايد الهجرة اليهودية، وتصرفات سلطات الانتداب البريطاني.

وقد كان لهذه الثورة رغم مدتها الزمنية المحدودة، أثر إيجابي وملحوظ في النهوض الوطني الفلسطيني الذي عبر عنه إضراب عام 1936 والذي قامت على إثره الجماهير الفلسطينية بعمليات مسلحة جريئة عمت كافة مدن وقرى فلسطين.

– بعد الإضراب وظهور العمل المسلح أرسلت بريطانيا مندوبين حكوميين في محاولة لإجبار الفلسطينيين على التفاوض مع «إسرائيل» والابتعاد عن أسلوب المقاومة المسلحة.

وفي لقاء جمع الطرفين «العرب واليهود» عرضت بريطانيا أول اقتراح لتسوية القضية وإنهاء الصراع يتمثل في الاعتراف بحق اليهود في إقامة دولتهم على أرض فلسطين، وبعد أن لقي هذا الاقتراح رفضًا فلسطينيًا قويًا عادت بريطانيا ودعت إلى عقد مؤتمر «المائدة المستديرة» بلندن، دعت إليه من الجانب العربي كلًا من سوريا والعراق والمملكة السعودية، ومن الجانب اليهودي ممثلين عن الحركة الصهيونية، غير أن المؤتمر باء بالفشل لإصرار الوفد الصهيوني على تحقيق مطلبه في إقامة دولة صهيونية على أرض فلسطين.

– في عام 1947 أعلنت بريطانيا عن عجزها في فض النزاع بين العرب واليهود، وأحالت القضية برمتها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي مؤامرة دولية كبرى أقرت الأمم المتحدة مبدأ التقسيم، وأعلنت في قرارها رقم 181 عن مشروع تقسيم فلسطين الذي يعطي اليهود 56% من مساحة فلسطين و44% للفلسطينيين، فيما تبقى القدس التي تمثل 1٪ قطاعًا دوليًا تتولى إدارته الأمم المتحدة.

وافق اليهود على هذا المشروع الذي يعطيهم أفضل الأراضي الزراعية في فلسطين، فيما رفضه الفلسطينيون واعتبروه اغتصابًا لحقهم المشروع في أرضهم التاريخية، بل وخرقًا لنصوص ميثاق الأمم المتحدة الذي يعطي الشعوب حقها في تقرير مصيرها بنفسها.

– في الرابع عشر من مايو 1948 أعلن «ديفيد بن غورين» عن ميلاد دولة «إسرائيل» وقيامها على أرض فلسطين، وتزامن هذا الإعلان مع انتهاء المدة القانونية للانتداب البريطاني الذي أتم ثلاثين عامًا، مكن فيها لليهود بتشجيع هجرتهم إلى فلسطين وإنشاء عصاباتهم الإرهابية التي نشطت في إرهاب الشعب الفلسطيني الأعزل، وعملت على دفعه للهجرة من أرضه ودياره مثلما حدث في قرية «دير ياسين» في التاسع من أبريل 1948م.

تسابقت الدول العظمى في الاعتراف بدولة «إسرائيل» الجديدة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي- سابقًا- ثم تم فرضها كدولة جديدة بالمنطقة بعد اعتراف الأمم المتحدة بها.

– في عام 1956 أعلن الرئيس المصري جمال عبد الناصر عن تأميم قناة السويس مما دفع فرنسا وبريطانيا للقيام بحملة عسكرية مشتركة ضد مصر، دخلت فيها «إسرائيل» ولأول مرة كحليف ثالث، أو ما عرف بالعدوان الثلاثي الذي تمخض عنه احتلال شبه جزيرة سيناء، ثم قطاع غزة لبضعة شهور.

– في أواخر عام 1963 بدأت «إسرائيل» بتنفيذ مشروع تحويل مياه نهر الأردن، مما أثار غضب الدول العربية، وتمت الدعوة إلى عقد أول مؤتمر قمة عربي بالقاهرة في الثالث عشر من يناير عام 1964.

وللضغط على «إسرائيل» اتخذ المؤتمرون العرب مجموعة قرارات كان أبرزها إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة المرحوم أحمد الشقيري.

– في عام 1967 نفذت «إسرائيل» أو هجوم عسكري على الدول المجاورة، احتلت على إثره سيناء والجولان، والضفة الغربية، بما فيها القدس الشريف بالإضافة إلى قطاع غزة، وسمي هذا العام بعام النكسة لما لحق بالجانب العربي من خسائر فادحة في ستة أيام من الهجوم «الإسرائيلي» المباغت والضربات المتلاحقة.

– في عام 1968 تصاعدت وتيرة العمليات المسلحة ضد قوات الاحتلال في كافة أنحاء فلسطين، وخاضت المقاومة الفلسطينية بالتعاون مع الجيش الأردني معركة ضارية ضد قوات الاحتلال في قرية «الكرامة» قرب الحدود الأردنية الفلسطينية، أسفرت نتائجها عن اندحار القوات الصهيونية في هجومها على القرية، مما أعاد الاعتبار للنفسية العربية بعد نكسة 67.

– في الحادي والعشرين من أغسطس عام 1969 أحرق اليهود المسجد الأقصى في حادثة مفتعلة، مما حدا بالدول الإسلامية إلى عقد أول مؤتمر قمة إسلامي بالرباط بالمملكة المغربية، تم على إثره الإعلان عن إنشاء لجنة القدس.

– في مارس من عام 1970 حاولت أمريكا تنشيط عملية السلام في المنطقة، وقدم وزير خارجيتها آنذاك «وليام روجرز» مشروعه للسلام في منطقة الشرق الأوسط إلا أن موت جمال عبد الناصر بعد شهر واحد من قبول المبادرة الأمريكية، أوقف التحرك الدولي لإقرارها.

– في السادس من أكتوبر عام 1973، وفي معركة دبابات من أهم ما سجل تاريخ الحروب، استطاع الجيش المصري عبور قناة السويس واجتياز خط برليف المنيع الذي شيدته قوات الاحتلال على الضفة الشرقية للقناة، ودخل البترول العربي المعركة لأول مرة كسلاح قوي بعد أن تم قطعه على الدول الغربية، وتحطمت بذلك أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر، غير أن الزحف المصري توقف فجأة وأعلنت الهدنة!

– في نوفمبر من عام 1974، ومن على منصة الأمم المتحدة، أعلن ياسر عرفات عن استعداده للتوصل إلى حل سلمي مع «إسرائيل»، وتم الاعتراف الرسمي بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.

– في نوفمبر من عام 1977 فاجأ الرئيس المصري أنور السادات العالم، وقام بأول زيارة لـ«إسرائيل»، وأمام الكنيست «الإسرائيلي» أعلن عن مبادرة السلام المصرية بعد لقاءات ومفاوضات أجراها مع مناحم بيغن رئيس الحكومة «الإسرائيلية» آنذاك.

– في سبتمبر من عام 1978 وقَّع السادات بواشنطن على اتفاقية «كامب ديفيد» لتكون أول اتفاقية سلام بين «إسرائيل» وبين دولة عربية.

– في مؤتمر القمة العربي الذي عقد ببغداد في نوفمبر من عام 1978 رفضت الدول العربية تلك الاتفاقية التي أدخلت مصر بعد ذلك في عزلة سياسية واقتصادية عن العالم العربي.

– في يونيو من عام 1980 أقر الكنيست «الإسرائيلي» ضم مدينة القدس رسميًا.

– في أكتوبر 1981، رصاصات من خالد الإسلامبولي ورفاقه تحاكم أنور السادات وتحكم عليه بالإعدام في حادثة المنصة الشهيرة.

– في الرابع من يونيو عام 1982 هاجمت القوات «الإسرائيلية» مواقع فصائل الثورة الفلسطينية بلبنان، تسبب في مجازر «صبرا وشاتيلا» التي ذهب ضحيتها الآلاف من الأبرياء، وبعد حصار «إسرائيلي» لبيروت دام أكثر من ثمانين يومًا، قررت قيادة منظمة التحرير الانسحاب من بيروت باتجاه بلدان عربية أخرى.

– في أكتوبر من عام 1985 قصفت «إسرائيل» مقر قيادة «منظمة التحرير الفلسطينية» بتونس وألحقت به أضرارًا بليغة، بعد أن تمكنت طائراتها من اختراق الأجواء العربية.

– في الثامن من ديسمبر عام 1987 كانت الأراضي المحتلة بفلسطين على موعد بالتحول التاريخي الذي جاءت به الانتفاضة إثر حادث السيارة اليهودية التي دهست أربعة عمال عرب من قطاع غزة.

ومع هذه الانتفاضة عادت القضية الفلسطينية إلى الصدارة العالمية بعد فترة من الجمود والترهل سادها حديث عن تسوية سلمية للقضية، فأعطت بذلك نفسًا جديدًا لكفاح وجهاد الشعب الفلسطيني المظلوم.

– في الثامن عشر من مايو عام 1988 أقدمت سلطات الاحتلال على اعتقال رمز الانتفاضة ومؤسس حركة «حماس» الشيخ القعيد أحمد ياسين، وحكمت عليه فيما بعد بالسجن مدى الحياة، فيما توسعت دائرة الانتفاضة، وقطعت خلال أعوامها الأولى المتواصلة مراحل تطور سريع: من ثورة جماهيرية تتسلح بالحجارة والقنابل الحارقة.. إلى ثورة سكاكين.. ثم إلى عمليات مسلحة على درجة عالية من الدقة والتنظيم استهدفت الآلة العسكرية للاحتلال.

– في نوفمبر من عام 1988 ومن قصر المؤتمرات بالجزائر، أعلن ياسر عرفات عن قيام الدولة الفلسطينية التي أعقبها اعتراف كافة الدول العربية والعشرات من الدول الأخرى.

– في ديسمبر من نفس العام أعلن ياسر عرفات في مؤتمر صحفي عقده «بستوكهولم» عن اعترافه بحق «إسرائيل» في الوجود على أرض فلسطين.

– في الثاني من أغسطس عام 1990 كان الغزو العراقي للكويت، وبعد إجبار القوات العراقية على الخروج بالقوة من الكويت من قبل قوات التحالف الغربية، أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق «جورج بوش» عن النظام الدولي الجديد وعن مبادرته للسلام في الشرق الأوسط.

توجت هذه المبادرة بالاتفاق على عقد مؤتمر «مدريد» للسلام الذي حضرته كل دول المنطقة المعنية برعاية أمريكا والاتحاد السوفيتي، واختتم المؤتمر بالاتفاق على استئناف المفاوضات الثنائية والمتعددة بين الأطراف المعنية لبحث القضايا المتنازع عليها.

– في العاشر من ديسمبر عام 1991 بدأت المحادثات الثنائية في واشنطن تلتها سبع جولات متلاحقة في الفترة الواقعة ما بين يناير 1992، وأغسطس 1992 انتهت جميعًا بطرح نقاط متفرقة للحوار والنقاش.

– في نوفمبر من عام 1992 انتخب الأمريكيون رئيسهم الجديد «بيل كلينتون» وذهب «بوش» تاركًا لمن جاء بعده ملفًا غامضًا عن سبع جولات من المفاوضات بين العرب و«إسرائيل»، لم تسفر عن أي نتيجة إيجابية تذكر.

– في السابع عشر من ديسمبر عام 1992وقبيل آخر جلسة من جولة المفاوضات الثامنة بواشنطن- وهي أول جولة في عهد كلينتون- وعلى إثر سلسلة من العمليات الفدائية الناجحة لكتائب- عز الدين القسام- الجناح العسكري لحركة حماس، قررت حكومة رابين إبعاد أكثر من أربعمائة فلسطيني من أبناء حركة حماس والجهاد الإسلامي إلى الجنوب اللبناني على الحدود الفلسطينية اللبنانية.

وعلى مرج الزهور- أو مرج العقارب كما يسميه المبعدون- أقام المبعدون مخيمهم للعودة، جاعلين من إبعادهم قضية كبرى فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا ودوليًا، مما أدى إلى انعقاد مجلس الأمن وإصدار قراره رقم 799 القاضي بعودة المبعدين إلى ديارهم.

– في الفترة الواقعة ما بين الثامن والعشرين من إبريل، والثالث عشر من مايو عام 1993، استأنفت المحادثات بواشنطن، وعقدت الجولة العاشرة منها بين 15 و22 يونيو 1993، والتي سبقتها مباحثات سرية بين منظمة التحرير الفلسطينية و«الإسرائيليين»، كانت تجري بالنرويج محاطة بسرية تامة، ودون أن يطلع على تفاصيلها إلا عدد محدود تبنوا الاتفاق.

– في أواخر أغسطس من عام 1993 فاجأ العالم متحدث باسم منظمة التحرير بتوصل المنظمة و«إسرائيل» إلى صيغة اتفاق يتضمن الاعتراف المتبادل بين الطرفين والموافقة الثنائية على الحكم الذاتي في غزة وأريحا أولًا.

– في التاسع من سبتمبر 1993، وقع ياسر عرفات وثيقة الاعتراف المتبادل بين المنظمة و«إسرائيل»، وفي صباح اليوم التالي، وقع رابين على ذات الوثيقة، فيما ظل العالم مشدودًا بذهول إلى هذا الاتفاق المفاجئ والغريب.

– في الثالث عشر من نفس الشهر أسقط ياسر عرفات ورابين في يوم أسود بالبيت الأبيض جدار الصراع بين المنظمة و«إسرائيل»، ودخل الطرفان بذلك مرحلة تحول جديدة ليس في ضوء المعادلة القديمة: معادلة الصراع العربي «الإسرائيلي»، وإنما في ضوء معادلة جديدة: معادلة السلام العربي- «الإسرائيلي».

وقد أثارت هذه الخطوة ردود أفعال متعددة، اختلطت فيها مظاهر التأييد بمظاهر المعارضة والرفض، التأييد الواسع من الجانب العربي الرسمي والمجتمع الغربي خصوصًا بعد إعلان أمريكا عن إعادة فتح الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية تثمينًا للخطوة التي قامت بها في نبذ «الإرهاب» والاعتراف بـ«إسرائيل»، والرفض الجماهيري العربي والفلسطيني.

أما على الصعيد «الإسرائيلي»، فالاتفاق في نظر مؤيديه مرحلة مصالحة وبناء وتعاون شريطة أن يدعو عرفات سكان الأراضي المحتلة إلى وقف الانتفاضة.

أما في نظر معارضيه فهو تهديد لأمن «إسرائيل» والذين شاركوا في إنجازه «مدمرو الصهيونية» كما جاء على لسان إسحاق شامير.

وبصرف النظر عن تقييم بنود الاتفاق وقياس مدى المصلحة أو الخطورة فيه، فإن السؤال يبقى مرتسمًا في فضاء التحول الجديد: هل سيكون الاتفاق المسمار الأخير في نعش الانتفاضة؟ أم أن الانتفاضة وجدت لتحيا إلى أن ينطق الحجر(1)؟

 

____________________

(1) نشر بالعدد (1071)، 4 جمادى الآخرة 1414هـ/ 19 أكتوبر 1993م، ص18. 

الوسم


أترك تعليق