أحدث الأخبار
عاجل

قراءة في كتاب «حقائق وثوابت في القضية الفلسطينية.. رؤية إسلامية»

+ = -

«حقائق وثوابت في القضية الفلسطينية.. رؤية إسلامية (الحقائق الأربعون في القضية الفلسطينية)»، من الإصدارات المهمة التي أصدرها مركز الزيتونة للدراسات والنشر– لبنان، بيروت، وقد أعده الباحث الفلسطيني أ.د. محسن محمد صالح، وقدم الطبعة أ.د. محمد عمارة.

صدر الكتاب في طبعة مزيدة ومنقحة عام 2025م، ويضم 58 صفحة من الحقائق والمعلومات الثابتة حول القضية الفلسطينية من منظور إسلامي شامل.

مدخل معرفي للقضية الفلسطينية

يقدّم هذا الكتاب مدخلاً معرفياً مركزاً لفهم القضية الفلسطينية، جامعاً بين وضوح الطرح وعمق الرؤية الإسلامية، فقد نجح مؤلفه د. محسن محمد صالح، في بلورة 40 حقيقة أساسية تشكّل إطاراً فكرياً وسياسياً وحضارياً لا غنى عنه لكل من يتعامل مع هذه القضية المركزية.

منذ صدوره الأول، حظي الكتاب بتقدير المفكرين، حيث وصفه الراحل د. محمد عمارة من خلال مقدمة الطبعة الأولى بأنه «متن يجب أن تستظهره ذاكرة كل عربي ومسلم، بل وكل إنسان شريف ينشد الحقيقة والعدل والإنصاف»، مؤكداً أنه استطاع أن يختصر جوهر القضية في وعي سياسي وفكري متماسك.

أبرز محطات القضية الفلسطينية

يستند الكتاب إلى مصادر علمية موثقة، فيقدّم لوحة شاملة لأرض فلسطين وشعبها، ويفكك المراحل المفصلية في تاريخها: من الحقبة العثمانية فالانتداب البريطاني، مروراً بنشوء الحركة الصهيونية، وانتهاءً بقيام الكيان «الإسرائيلي» وما تبعه من تهجير وتطهير عرقي ومحاولات ممنهجة لتهويد الأرض والإنسان والمقدسات، كما يعرض الكتاب لمعادلة القوة والضعف في المشروع الصهيوني.

ويتوقف المؤلف عند المقاومة الفلسطينية بأطوارها المختلفة، من الثورات المبكرة إلى الانتفاضتين والحركات المعاصرة، مع تناول دور منظمة التحرير وبقية القوى الفلسطينية، والدور العربي والدولي في مسار الصراع، وما مثّله اتفاق أوسلو من تحولات وانعكاسات.

ولا يغفل الكتاب البعد الإنساني للقضية الفلسطينية، إذ يبرز معاناة الشعب تحت الاحتلال، ويستعرض موقع فلسطين في الوعي الإسلامي، ورؤية الإسلام لمفاهيم التحرير والسلام والموقف من اليهود، وفي ختامه، يقدّم المؤلف رؤية شاملة للتحرير تنطلق من الثوابت الإسلامية وتستند إلى معطيات الواقع.

إنه كتاب صغير في حجمه، كبير في مضمونه، يصلح أن يكون مرجعاً تأسيسياً لكل قارئ يرغب في فهم الحقائق الجوهرية للقضية الفلسطينية، بعيداً عن التشويش الإعلامي والتزييف التاريخي.

الوسم


أترك تعليق